top of page

قصة التأسيس

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الَّحِيمِ

كانت صغيرةً لا تحملُ همًا -- ثم كبرت فحَمَلتْ هم نفسها -- ثم تزوجَتْ فحَمَلْت هم أسرتها ثم أبنائها -- ثم تعلمت القرآن فحَمَلتْ هم أُمتِها.

حُبها للقرآن، وحُبُ من يحفظه، وغِبْطَة لهم، ورجاءُ أن تكون منهم ليحظى والداها بالأجر العظيم دفعها لتعلم القرآن وفهم معانيه، و ما وَجَدَتْ لذلك من لذَّةٍ لا توصف جعلها تتمنى من أعماق قلبِها إيصالَها إلى جميع الناس وتدعو ربها أن تكون سببًا في ذلك.

هذه المشاعر الصادقة، والنوايا الطيبة كانت وقوداً يدفعها للعمل يوماً بعد يوم لتحقيق هذه الأمنية حتى أثمرتْ جهودها مع معاونيها وتكللت مساعيهم بالنجاح فكوَّنت صرحاً عظيمًا مباركًا تمثَّل مُؤخرًا في: "جمعية إرث الأُترجة" بهدف تعلیم كتابِ الله تلاوةً وحفظاً و إتقاناً، من خلال برامج َمتنوعةٍ وكفاءاتٍ متميزةًٍ، تربط ِجميع  فئات المجتمع بالقرآن الكريم.

إنها الاستاذه الفاضلة سرهاب بنت رضا مرشد حفظها اللَّه ورعاها.

 تروي قصتها في تعليم القرآن فتقول:

 "يسر الله لي بفضله تعليم القرآن ابتداءً من دار أُم سلمة، ثم تَعَلَّمْتُ من عُلماءٍ كثير،فصرتُ أغوصُ في أعماقِ المعاني وأستخرج لآلِئ القرآن، وبارك الله لي وتتابعت الحلقات، ننهل فيها العلم من معين القرآن، ونستنشق من كل سورةٍ عبقها...

 و من توفيق الله أن هيَّأ لي أخواتٍ يساندنني ويشددن من أزري ويشاركنني ذلك الحلم الكبير، فكبرت حلقاتي في دار أُم سلمة، وانطلقت الأُترجة من مجالس الشيخ  أبي حبيب الشثرى -رحمه الله- منذ عام ١٤٣٦ هـ وحتى الآن، وحلقاتُ  تدارسِ الوحيين في معهد القراءات، برامج عديدة كان آخرها ولادةً عبق الأُترجة.

أستاذة بسمة الحركان, أستاذة نوال الجبرين، آل أبو حبيب الشثري، وكل من نَهَلْتُ منه العلم. لقد فرشتم لهذا العلم أرضكم... و وسعتنا قلوبكم قبل دوركم... كنتم أركانًا أساسية في انطلاقة الأترجة، أبحرنا معاً نجدف ونجاهد ونتَعَلَّم ونُعَلِّم، فجزاكم الله عنَّا خير ما يجزي عباده الصالحين.

اضطررنا للغياب عن بعض أماكننا المؤنسة التي ألفناها ، وأحبابنا الذين احتوونا واحتويناهم، وعزاؤنا أنا سنشرق فى وجهةٍ أُخرى بهمةٍ أقوى وعزيمةٍ أكبر.

و ها أنا اليوم -بفضل الله- يرسو قاربي أمام هذا الصرح الجديد فى ظل سفينةٍ وارفةٍ تسعى لتدارسِِ ونشرِ علوم القرآن لتكونَ انطلاقةً ليس لها حد.. تقطع البحار وتتخطى الأميال ليصل هذا العلم -بإذن الله - إلى كل من يريد أن يستضيء بنور القرآن، لينهل من هديهِ، وتغمرهُ بركاتهُ،  في جميعِ أرجاءِ المعمورة.

وقد هيّأ اللّهُ لنا هذه الفرصةَ بوجود أخواتٍ قديرات على رأسهن الأستاذة ندى البواردي والحبيبة اليمامة العنزي التي تخططُ وتجاهدُ مع فريقنا المتفاني ليكون ذلك الأملُ حقيقةً نُشاهدها على أرضِ الواقع، إرثاً تتوارثُه الأجيالُ، اصطفانا اللهُ لهذا الشرفِ العظيمِ ، خدمة كتابِه الكريمِ، مستشعرين ما وراء هذا التشريف من مسؤوليةٍ وتكليف، سائلين اللّٰهَ البركةَ والتوفيقَ والإخلاصَ والقبولَ، شاكرين المولى الكريم المنان الذي بنعمته تتم الصالحات، فله الحمد أكمله وله الثناء أجمله لا نحصي ثناءً عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم." أ.هـ

 

وقد تم في هذا العام المبارك اعتماد جمعية إرث الأُترجة من قبل المركز الوطني للقطاع غير الربحي بمنطقة الرياض، في تاريخ ١٤٤٥/١٠/١٨ هـ ليتحقق حلم الأُستاذة سرهاب المؤسس والمدير التنفيذي للجمعية بمساعدة فريقها ودعم مجلس الإدارة الموَقَّر، واحتضان من عائلة الشيخ عبدالعزيز أبي حبيب الشثري -رحمه الله - في خدمةِ كتابِ الله عز وجل بشتى الطرقِ والوسائل.

  • Instagram
  • X
  • Snapchat
  • Whatsapp
bottom of page